بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 يناير 2023

الصلاة بين السنة والقرآن.. (10/2)

(قل إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين)

- الأنعام: 162 -

الفرق بين شريعة السماء وشريعة الفقهاء

هناك عديد الأمثلة على أن ما شرّعه الفقهاء باسم السّنّة مخالف جملة وتفصيلا لما شرّعه تعالى في القرآن الكريم، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

قضيّة حد الرّدّة: يزعم الفقهاء أن حد الردة معلوم من الدين وأن إنكاره يعتبر كفرا يخرج صاحبه من الملّة (هكذا)، هذا في حين يؤكد صاحب الدين ومن بيده مفاتيح الجنة والنار أن (لا إكراه في الدين قد تبيّن الرّشد من الغيّ) البقرة: 246. ويقول أيضا: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف: 29. وبالتالي، فالذي يؤمن بما يقوله الفقهاء عن حد الرّدّة إنّما – من حيث يدري أو لا يدري - يكفر بآيات الله ويتّبع سنة الفقهاء بدل سنّة الله التي تعني شريعته السمحة.../... 

قضيّة رجم الزّانية: يقول الفقهاء بأن حد رجم الزانية المُحصّنة هو حدّ من حدود الله، وهم بقولهم هذا كمثل فقهاء بني إسرائيل الذين كانوا يكتبون الأحكام ويقولون إنها من عند الله وما هي من عنده لقوله تعالى: (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) آل عمران: 78. هذا علما أنه بالنسبة للرجم لم يأتي القرآن الكريم على ذكر هذه العقوبة بالنسبة للزانية بالمطلق، بل جاء بما لا يستصيغه عقل الفقهاء لقوله تعالى بالنسبة للمحصّنة: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهنّ في البيوت حتى يتوفّاهنّ الموت أو يجعل الله لهنّ سبيلا) النساء: 15. ولتوضيح المعنى قال تعالى في السورة التي تليها بالنسبة للزاني والزانية: (واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توّابا رحيما) النساء: 16. وبالتالي فلا رجم ولا من يحزنون، بل في حال ثبوت الزنا بأربع شهود (وهو أمر يكاد يلامس المستحيل) تكون أذيتهما بالتقريع والشتم، وتُحبس المرأة المحصّنة في بيتها كعقاب لها إلى أن يأتيها الموت أو يفعل الله أمرا كان مقدورا، وإذا تابا وأصلحا فيُعرض عنهما ويترك الأمر لله التواب الرحيم. هذا فيما شرّع الجلد للزانية غير المحصنة. 

قضية الشفاعة: يعتقد معظم المسلمين أن الرسول عليه السلام سيشفع لأمته يوم القيامة مستدلين بالآية الكريمة التي تقول: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) البقرة: 255. وواضح من هذه الآية أن الشفاعة ليست من حق أحد، كما أنها ليست مطلقة، ولا مخصصة لأحد بعينه، بل مقيّدة بإذن الله، وهذا هو الاستثناء الناذر الذي يؤكد القاعدة العامة التي تقول إن الشفاعة لله جميعا لا لغيره بدليل قوله تعالى: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون * قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون) الزمر: 43 – 44.

قضية الجهاد: يخلط عديد الفقهاء في أدبياتهم بين مفهوم الجهاد ومفهوم القتال بالرغم من الفرق الواضح بينهما. ذلك أن القرآن حين يتحدث عن الجهاد فهو يعني بذلك المجاهدة، أي بدل الجهد في سبيل الله في كل المجالات التي تعود بالخير والصلاح على الفرد والمجتمع، بل والإنسانية جمعاء، والآيات أكثر من أن يسع المجال هنا. لكن القرآن عندما يتحدث عن القتال فيقصد به ما تعنيه المفردة من مواجهة عسكرية في ساحة المعركة، لكن دفاعا عن النفس حصريّا لا عدوانا على أحد لقوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة: 190. وبالتالي فما يعتبره الفقهاء جهادا في وجه الكفار لأنهم لا يدينون بدين الحق هو محض اعتداء على الغير بدون وجه حق والله لا يحب المعتدين. بل أخطر من هذا، ذلك أنهم يفترون على الرسول الكريم الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وينسبون له قولا مخالفا لمحكم ما جاء في القرآن الكريم ومفاده: أنه "بعث لقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، وهو قول ضد قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغير، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن الله غنيّ عن العالمين". ويُذكر بالمناسبة أن من يقرأ القرآن يستخلص درسا بليغا مفاده، أن أنبياء الله ورسله الذين بعثهم الله للطغاة والظلمة عبر التاريخ لم يستخدموا لغة العنف أبدا، بل على العكس من ذلك، كانوا يدعون إلى دين الله بالتي هي أحسن، ويعاملون الناس بالصفح الجميل برغم الأدية التي كانوا يتعرّضون لها، هذا في حين أن من كان يُحرّض الناس على استعمال العنف والسباب والترهيب والقتل لمنع انتشار رسالة التوحيد هم أصحاب الباطل من الحكام الطغاة والمشركين والمنافقين وتجار الدين الذين يستغلون الخطاب الديني لتحقيق أهداف سياسية دنيئة في مجتمع يسود فيه الجهل والأميّة. 

قضية الحج: يعتقد المسلمون أن الحج لا يكون إلا في شهر ذو الحجة، وهو الشهر الثاني عشر من السنة القمرية أو التقويم الهجري، والشهر الثاني من الأشهر الحرام الأربعة وهي: شهر مفرد وهو رجب، والبقية متتالية وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وسمّيت "حُرما" لأن الله تعالى حرّم فيها القتال بين الناس. وسمّي عرب الجاهليّة شهر "ذو الحجة" لأنه الشهر الذي يُنظّم فيه الحج منذ عام 412 ميلادية في عهد الجد الخامس للرسول عليه السلام، حيث كانت قريش قبل البعثة ينظمون في هذا الشهر الحج للعبادة والتجارة لما كانت تتمتع به مكة من مكانة في المنطقة باعتبارها مركز تسوّق إقليمي، وعلى هذا الأساس شُرّع موسم الحج، لكن الفقهاء من بعد البعثة ربطوه بوقفة عرفة استنادا إلى حديث منسوب للنبي يقول "الحج عرفة"، وبذلك أصبح من المستحيل على المسلم اليوم إقامة هذه الشعيرة من دون قرعة بسبب العدد الهائل من الراغبين في الحج كل سنة والقادمين من كافة أقطار المعمور، ناهيك عن التكلفة الباهظة التي لا تطاق، وحوادث الموت التي تسجل من سنة إلى أخرى بسبب التدافع والاكتظاظ. لكن، وبالعودة إلى القرآن الكريم، نجد أن الله تعالى قد فتح المجال لعباده كي يؤدوا هذه الفريضة في فسحة من الزمن حيث قال: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفت ولا فسوق ولا جدال في الحجّ) البقرة: 197. وهي إشارة إلى الأشهر الحرام الأربعة. كما أنه تعالى لم يقيّد الحج بوقفة عرفة قبل عيد الأضحى بيوم لقوله تعالى: (فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه لمن اتّقى) البقرة: 203.

قضية شهادة المرأة: يعتقد عموم المسلمين أن المرأة ناقصة عقل ودين بسبب الحيض والنفاس اللذان يمنعانها من تأدية الفرائض الدينية مثل الرجل من جهة، وبسبب الشهادة التي توازي نصف شهادة الرجل فقط ما دام القرآن قد ذكر ذلك في حالة خاصة جدا تتعلق بالقرض المالي لقوله تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشّهداء أن تضلّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى) البقرة: 282. وقد تناسى من يتهمون المرأة من الفقهاء بأنها مخلوق ناقص، أن الله صاحب الدين قد جعل شهادة المرأة أوثق وأعلى شأنا من شهادة الرجل يؤخذ بها ولا يؤخذ بشهادة الرجل حين قال تعالى في مسألة خطيرة تهمّ الشرف: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور 6 ـ 8. والآية القرآنية واضح إذ تأمر بترجيح شهادة المرآة على شهادة الرجل.

قضية العشرة المُبشّرين بالجنة: في محاولة بائسة لتزوير التاريخ ورفع بعض الفاعلين فيه إلى مرتبة العصمة حتى لا تفتح سيرتهم على مصراعيها وتدرس بالمنهج الموضوعي القويم، خصوصا من يعرفون بـ"الخلفاء الراشدين"، يُروّج فقهاء السنّة والجماعة لحديث منسوب زورا وبهتانا للنبيّ عليه السلام رواه كل من عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد عن النبي أنه قال: " أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة". غير أنه ولسوء حظ هؤلاء الفقهاء الكاذبين والمفترين على الله ورسوله، جاء القرآن ليُكذّب زعمهم بقوله تعالى على لسان رسوله الأعظم: (وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم) الأحقاق: 9. وهناك حديث أورده مالك في الموطأ (البلاغات: 1677/450) عن أبي النظير، مولى عمر بن عبيد الله روى عن الرسول عليه السلام أنه قال في شهداء معركة أحد: "هؤلاء أشهد لهم بالجنة". فقال أبو بكر الصّدّيق: "ألسنا يا رسول الله بإخوانهم؟ أسلمنا كما أسلموا؟ وجاهدنا كما جاهدوا؟. فقال الرسول: "بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي". فبكى أبو بكر ثم بكى ثم قال: "أئنّا لكائنون بعدك؟". انتهى. وبالتالي فإذا كان هذا الحديث يتوافق ما ورد في القرآن الكريم على لسان الرسول الأعظم عليه السلام، فكيف له أن يبشر أحدا من أصحابه الأحياء بالجنة؟.

قضية الصلاة: يعتقد عموم المسلمين أن الصلوات الخمس فرضت على الرسول عليه السلام في ليلة الإسراء والمعراج، وهي المناسبة التي تحظى بتقديس خاص من قبل المسلمين كل سنة، باعتبارها معجزة خص بها تعالى رسوله محمد عليه السلام من جهة، ولما رتبته من تطور جذري في العقيدة الإسلامية كما نعرفها اليوم، وعلى رأسها قضية الصلاة من بين قضايا أخرى كصعود الرسول إلى سدرة المنتهى وكلام الله معه وفق زعم الفقهاء من جهة أخرى. ويستند المؤيدون لواقعة الإسراء والمعراج على مصدرين: القرآن والتراث:

- المصدر الأول من القرآن: ونقصد بذلك الآية الأولى التي وردت في سورة الإسراء لقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير). بالإضافة إلى الآيات من 1 إلى 18 من سورة النجم التي يتخذها المؤيدون كدليل على أن النبي محمد عليه السلام قد عرج إلى السماء، وهو قول لا يستقيم مع ما يعطيه السياق من معنى، ودليل ذلك كالتالي: يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم: من 1 إلى 18. 

- المصدر الثاني من التراث: ونقصد بذلك ما رواه البخاري ومسلم، وما ورد في كتاب الرحيق المختوم للشيخ صفيّ الرحمن المبّار كفوري، وما ورد في كتاب "حياة محمد" للكاتب محمد حسين هيكل، ومصادر أخرى عديدة منها على وجه الخصوص ما رواه الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتاب له خصّصه لقصة الإسراء والمعراج والأحداث الغريبة والعجيبة التي وقعت، والمشاهدات المدهشة التي رآها الرسول محمد عليه السلام سواء في رحلته الأرضية أو معراجه إلى السماء. 

وخلاصة الحكاية التي لا نجد لها مصدرا في القرآن الكريم، أن محمدا عليه السلام ذهب في رحلة من المسجد الحرام الذي في مكة إلى المسجد الأقصى الذي في القدس حيث صلى بالأنبياء إماما في باحته، ومن هناك عرج إلى السماوات السبع بجسده على ظهر حيوان غريب يسمى البُراق حيث التقى بجبريل عليه السلام، وكان يلتقي في كل سماء بنبي ويسلم عليه ويتحدث إليه، إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة فقال له جبريل الروح الأمين: "إذا أنت أكملت خرقت وإذا أنا أكملت احترقت". وهنا عُرج بالرسول إلى عرش الرحمن، فدنا منه الله حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فرأى محمد الله بعينه المجردة، ومدّ تعالى يده فوضع واحدة على صدر محمد والثانية على كتفه، فأوحى إليه ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة في اليوم. لكن بعد المشاورة مع النبي موسى عليه السلام والصعود والنزول من السماء السادسة إلى سدرة المنتهى لمراجعة الله حول عدد الصلوات باعتبارها كثيرة لا تطيقها أمته، كان الله يخفضها في كل مرة 10 صلوات إلى أن جعلها خمسة بأجر خمسين باعتبار أن كل صلاة بعشر حسنات. 

ولعل أهم الأسئلة التي تطرح بالمناسبة هي: - هل هذه القصة حقيقية أم مختلقة؟ وإذا كانت مختلقة فمن اختلقها؟ كيف؟ ولماذا؟ ... 

والجواب واضح لكل لبيب يخاطب القرآن عقله ويرفض الانقياد كالأعمى وراء العجائبي والغرائبي الذي تزخر به المرويات الملفّقة، ومفاده: إن قصة الإسراء والمعراج مجرد خرافة لم تحدث للرسول محمد عليه السلام، وأن هدفها هو إثبات أن القرآن ناقص وأن لا مناص من السّنّة التي تكمّله باعتبارها هي أيضا وحي من الله لرسوله، وبعضها ناسخ لآيات محكمات من القرآن الكريم. وأن الهدف من الحادثات والمشاهدات التي وردت في المرويات خلال الرحلة هو زرع الرعب في قلوب المسلمين مما يوجد في عالم ما وراء البرزخ من عذاب، وضرورة التزام المسلمين بخمس صلوات كل يوم بالإضافة للنوافل والذكر والتسبيح حتى لا يبقى لهم وقت يفكرون أو يعملون فيه لبناء جنة الدنيا الفانية قبل جنة الآخرة الباقية، أي أن المطلوب هو التضحية بالدنيا لحساب الآخرة.

ودليل ذلك يتلخص في التالي:

1. إن قصة الإسراء والمعراج ليست بمعجزة وقعت لمحمد عليه السلام بدليل أن الله تعالى قد فصّل كل المعجزات التي وقعت للأنبياء الذين سبقوه كقصة إبراهيم مع النار، ويونس مع الحوت، وما حدث مع أهل الكهف، وموسى مع العصا، وعيسى مع ظاهرة الإحياء وشفاء المرضى، ومريم مع المائدة التي كانت تنزل إليها من السماء، وغير ذلك من الخوارق والكرامات المبهرة التي ذكرها الله بتفصيل في القرآن. وهناك عديد الآيات التي تنفي أن يكون الله قد خص نبيه الخاتم بمعجزة غير القرآن الكريم نذكر منها على سبيل المقال فوله لمحمد عليه السلام في نفس سورة الإسراء التي يستند إليها الفقهاء للترويج لمعجزة الإسراء: (وما منعنا أن نُرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون) الآية: 59، وقوله تعالى: (ولقد صرّفنا للناس في هذا القرآن من كلّ مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا * وقالوا لن نومن لك حتّى تُفجّر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب فتفجّر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفا وتأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نومن لرقيّك حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤُه قل سبحان ربّي هل كنت إلا بشرا رسولا) سورة الإسراء الآيات من 89 إلى 93. 

وإذا كان ما سلف ذكره نفي من قبل الله تعالى أن يكون قد أيّد رسوله الكريم بالمعجزات التي طلبها قومه، خصوصا ما يتعلّق بالمعراج إلى السماء والذي نفاه تعالى نفيا قاطعا في الآية 93، ما يضرب مصداقية المرويات حول قصة الإسراء والمعراج في الصميم، وسبب ذلك، أن كل الأنبياء والرسل عليهم السلام بعثهم الله خصيصا لأقوامهم ومدّهم بخوارق حسّيّة ليثبتوا لهم أنهم مرسلون من الله في زمن كان التجسيد هو المصداق بدل التجريد، باستثناء محمد عليه السلام الذي بعثه تعالى نبيا لقومه في زمانه ورسولا رحمة للعالمين في كل الأزمان مدعوما بالقرآن. ومرد ذلك كما سبقت الإشارة، أن المعجزات هي عبارة عن خوارق وقتيه لا تدوم إلا خلال الوقت القصير الذي تحدث فيه، أما القرآن فمعجزة المعجزات لأنه كتاب الله المحفوظ الذي جعله تعالى حجّة على العالمين بعد أن اكتمل الدين برسالة محمد عليه السلام، وبالتالي، لا تحتاج البشرية لمعجزة وقتية جديدة ما دام محمد هو خاتم الأنبياء والرسل إلى نهاية الزمن. بل اكتفى تعالى بقوله أنه نزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للذين يؤمنون به، أما الظالمون فلا يزيدهم إلا خسارا (الإسراء: 82)، وأكد بما لا يدع مجالا للشك أن لا معجزة أكبر من القرآن الكريم لأنها معجزة مستمرة في الزمن إلى أن تبدل السماوات غير السماوات والأرض لقوله تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) الإسراء: 88، وقوله: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً * قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) الإسراء: من 94 إلى 97. وعلى هذا الأساس، فالقول بأن الإسراء والمعراج كان معجزة ربانية هو افتراء على الله ورسوله، وكفر بآياته لا يقع فيه إلا من ظلم نفسه سواء كان ذلك بجهل أم عن علم وقصد كما هو الحال مع بعض المنافقين وتجار الدين، هذا في حين أن الآيات التي استشهدنا بها من نفس سورة الإسراء تنفي ما روّج له الفقهاء من أكاذيب حول هذه المعجزة التي لم تقع جملة وتفصيلا.

2. أن الآية الأولى من سورة الإسراء التي يستدل بها على حدوث المعجزة لا تخصّ الرسول محمد عليه السلام كما ذهب إلى ذلك الفقهاء، بل نبي الله موسى عليه السلام، بدليل السياق ما دام المعنى يحدده المبنى بالمنطق اللغوي والدليل العقلاني، خصوصا إذا علمنا أن الآية الثانية من نفس السورة تتكلم عن موسى عليه السلام لقوله تعالى: (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألاّ تتّخذوا من دوني وكيلا)، هذا فيما تابع القرآن الحديث عن بني إسرائيل في عشر آيات متتاليات أخرى من نفس السورة ولم يأتي على ذكر محمد عليه السلام البتّة. ومعلوم أن سورة الإسراء تسمى أيضا "سورة بني إسرائيل" حسب رواية عائشة. أما كيف أصبحت السورة تتحدث عن إسراء محمد عليه السلام؟ فذلك أمر اختلقه الفقهاء افتراء على الله ونبيّه ليس إلاّ. هذا فيما لا توجد آية واحدة في سورة الإسراء تتحدث عن معراج محمد عليه السلام إلى السماء بل العكس جاءت الآية: 93 من نفس السورة لتنفي ذلك بالقطع، وكل ما قيل في هذا الصدد هو محض اختلاق من قبل فقهاء بني أميّة لأهداف سياسيّة سنأتي على ذكرها. أما قولهم بأن النبي عليه السلام رأى ربه، فالأمر لا يصدقه عقل، وهناك حديث منسوب لعائشة يقول إنها سألت النبي بعد عودته من المعراج إن كان قد رأى ربه، فإجاب عليه السلام: "نور أنّى أراه". وبغض النظر عن صحة الحديث من عدمه فالمنطق يقول إن الإنسان يستحيل أن يرى النور لأن النور يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار، ومعلوم أن الله تعالى قد عرّف نفسه فقال: (الله نور السماوات والأرض) النور: 35.

3. أن الحديث عن إسراء الرسول عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لا يمكن أن يكون صحيحا، بسبب أن المسجد الأقصى لم يكن موجودا حينها حسب المعطيات التاريخية الموجودة، وبالتالي، فلا يمكن لعقل سليم أن يصدق قضية إسراء الرسول إلى مسجد لم يكن موجودا أصلا. وقد ذكر ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" نصا استشهد به المنكرون لحادثة الإسراء والمعراج جاء فيه: "قال صاحب مرآة الزمان، وفيها بدأ عبد الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة في بين المقدس، وعمارة الجامع الأقصى، وكملت عمارته في سنة ثلاثة وسبعين هجرية، وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة، وكان يخطب في أيام منى وعرفة، ومقام الناشب مكة، وينال من عبد الملك، ويذكر مساوئ بني مروان ويقول: إن النبي عليه السلام لعن الحكم وما نسل، وإنه طريد رسول الله ولعينه، وكان يدعو إلى نفسه، وكان فصيحا، فمال معظم أهل الشام إليه، وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا، فبنى لهم القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة، وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤوسهم، ففتح بذلك على نفسه باب تشنيع ابن الزبير عليه، فكان يشنّع عليه بمكة ويقول ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى والخضراء كما فعل معاوية، ونقل الطواف من بيت الله إلى قبلة بني إسرائيل". 

هذه شهادة قيّمة تؤكد استحالة وقوع حادثة الإسراء والمعراج من المكان وإلى المكان وفي الزمان الذي زعمه الفقهاء، وتوضّح في نفس الوقت أن بناء المسجد الأقصى كان لدواعي سياسية، كما أن معطيات التاريخ تؤكد استحالة أن يكون الإسراء قد وقع في التاريخ الذي يقول عنه التراث لسبب وجيه، وهو أن المسلمين لم يكونوا قد فتحوا بلاد الشام بعد، علما أنها كانت تضم وقتها كل من سوريا، لبنان، الأردن، وفلسطين. ومعلوم أيضا أن أول دخول للمسلمين إلى فلسطين كان زمن الفتوحات بعد أن تولى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الحكم وفق ما تؤكده العهدة العمريّة الشهيرة. ناهيك عن أن المسجد الحرام حينها لم يكن يقصد به المسجد الذي بمكة لأن الله سمى هذا الأخير في القرآن "البيت العتيق" ولم يشر إلى أن اسمه "مسجد". وهناك دليل آخر يتحدث عن استحالة أن يكون الاسراء قد تم من الكعبة لسبب بسيط وهو أن هذه الأخيرة لم تكن قبلة للمسلمين حين وقعت الحادثة المزعومة، وبالتالي فهو لم يحمل اسم المسجد الحرام إلا بعد الهجرة صوب المدينة بوقت متأخر. هذا ناهيك عن أن النبي عليه السلام لم يصلي بالأنبياء عليهم السلام في باحة المسجد الأقصى قبل عروجه إلا السماء كما يدّعي الفقهاء، لأن الصلاة لم تكن بعد قد فرضت حسب رواياتهم التي تفتقد إلى المصداقية، ولم يكن الله قد فصّل لنبيّه طريقة الوضوء أيضا، وإلا كيف يمكن أن تقام الصلاة بغير وضوء؟.. بل أكثر من ذلك، فبرغم أن الحدث جلل إلا أن لا شيء في القرآن يشير إلى أن الله أعاد إحياء الأنبياء والرسل جميعا وأنزلهم إلى باحة المسجد الأقصى ليصلي بهم النبي الخاتم، هذا هراء لا يصدقه عقل، ومرد ذلك أن الذي يموت لا يعود كما يؤكد تعالى في قرآنه حتى لو كان نبي أو رسول.. وبالتالي، هل نُصدّق الله أن نُصدّق الفقهاء؟

وعلى ضوء ما سلف، يتبيّن بجلاء أن الإسراء والمعراج مجرد أسطورة اختلقها فقهاء السلاطين عندما لجأ عبد الملك بن مروان إلى بناء المسجد الأقصى، ونسجوا هذه الخرافة حوله لتجعل الناس يعتقدون أن المسجد الجديد يضاهي الكعبة بمكة والمسجد النبوي بالمدينة، وكل ذلك تبريرا لقرار الحاكم الأموي السياسي بمنع الحج حسب ما جاء في نص ابن كثير السالف الذكر. وكان ذلك بسبب الثورة المشتعلة في مكة والمدينة على يد طلحة والزبير بن العوام ثم عبد الله بن الزبير آنذاك، ولم ينتهي الناس من الحج وتوجيههم إلى القدس إلاّ بعد أن تم ضرب الكعبة بالمنجنيق والنار والحجارة وهدمها من قبل عبد الملك بن مروان ثم إعادة بنائها من قبل السفّاح الحجاج بن يوسف الثقفي بعد إخماده للثورة وقتله لعبد الله بن الزبير وهو متعلّق بأستار الكعبة سنة 73 هجرية.

4. أما قضية المعراج، فكثيرة هي الكتابات التي تناولتها بالنقد، وقد ذهب بعضهم كالباحث المغربي مصطفى بوهندي، والباحث السوري محمد شحرور بالإضافة إلى الكاتب المصري يوسف زيدان على سبيل المثال لا الحصر، إلى اتهام جهاز الدعاية الأموي بسرد نفس الأساطير المأخوذة من ثقافات وعقائد قديمة وتسويقها كأنها عقائد إسلامية تدخل في باب "المعلوم من الدين بالضرورة". ذلك أن فكرة العروج إلى السماء تعتبر من الأفكار الملازمة للتاريخ الديني، إذ وردت في كثير من المعتقدات السابقة، حيث تحدثت المصادر اليهودية عن معارج متعددة، لإنوخ وأخنوخ وإبراهيم وإيليا وموسى وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل، بعضهم طاف حول العالم واطلع على أحوال الناس، ومعظمهم رءوا العرش الإلاهي والسيرافيم والكاروبيم ومجاميع الملائكة. وقد ذكروا أن النبي إيليا "مار إلياس" بعد أن قتل كهنة الأوثان أرسل الله له مركبة نارية يقودها ملائكة عرجت به إلى السماء. ولم يقتصر الأمر على التراث اليهودي، بل قد ورد في بعض الأناجيل المسيحية غير المعترف بها من قبل الكنيسة ككتاب "عهد إبراهيم" وكتاب "رؤيا بولس" أن إبراهيم عرج بمعيّة أحد رؤساء الملائكة إلى السماء وشاهد ما فيها، وأن بولس الرسول وهو أحد الحواريين أنصار عيسى قد عرج أيضا إلى السماء. وفكرة العروج وردت أيضا في الديانات غير التوحيدية كالديانات الوثنية، ومثال ذلك أسطورة "الملك إتانا" البابلية، الذي اصطفته الآلهة ليحكم شعبه بالعدل، غير أنه حزن كون زوجته لم تأتي له بوريث، فطلبت منه الآلهة أن يصعد إلى السماء على ظهر نسر مارق ليصل إلى نبتة الولادة ويحضرها للأرض فيضفر بوريث لعرشه. وهناك نظائر للمعراج في الديانات الهندية القديمة كرحلة "أرجنة" التي وصل فيها إلى السماء وشاهد كل شيء. 

ومهما يكن من أمر فالنقاد عموما يرجحون لجوء فقهاء بني أميّة للتراث اليهودي الأقرب لنسج هذه الأسطورة. لكن وبالرغم من كل ما قيل حولها، لا يزال الاختلاف على أشدّه بين الفقهاء اليوم، لكن ليس على صحة الحدث من عدمه بل الغالبية العظمى تصدق بوقوعه، والاختلاف الرئيسي هو التفاصيل، وتحديدا حول إن كان الإسراء والمعراج قد تم بالروح أم بالجسد، ويستندون في ذلك على ما ورد في الآية 60 من سورة الإسراء لقوله تعالى: (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس). وبالرغم من أن الله تعالى لم يبيّن في الآية الكريمة نوع الرؤيا التي أراها للرسول عليه السلام، إلا أن السياق يدل على أن الأمر يتعلق بتخويف زمرة المنافقين بفتنة تشغلهم عن الرسول والمؤمنين عساهم يرجعون عن غيّهم قبل فوات الأوان. ودليل ذلك قوله تعالى في مطلع الآية (وإذ قلنا لك إن ربّك أحاط بالناس)، وبالتالي، فالرؤيا التي أراه الله تعالى كانت في منامه لقوله في مناسبات أخرى: (إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلت) الأنفال: 43. وقوله أيضا: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام) الفتح: 27. والحديث في الآية 60 من سورة الإسراء هو عن الشجرة الملعونة في القرآن، وهي بخلاف ما ذهب إليه الفقهاء من أنها شجرة تنبث في أصل الجحيم ما دام الحديث وفق السياق هو عن المنافقين الذين تسلّلوا بين المسلمين ليفتنوهم، فشبههم الله بالشجرة الملعونة آخرهم كأولهم وذيلهم كصدرهم مزروعون في المجتمعات الإسلامية خصوصا والإنسانية عموما جيلا بعد جيل، لعنهم الله ليفتن بهم الناس فيشيعون فيهم الفساد والطغيان والاستكبار، ومعلوم أن الفتنة هي من موجبات الاختبار في التجربة الأرضية ليعلم الله المؤمنين والمجاهدين والصابرين من المنافقين والكافرين. وقد بيّن تعالى لرسوله أنه أحاط بالناس ليخوفهم لكن ما زادهم الأمر إلا طغيانا كبيرا، وبالتالي، سوف يذوقون العذاب في نهاية الأمر إلا من رحم الله ممّن آمن وصدّق بآياته فنجح في الامتحان.

وعليه، فإذا كان ما سلف هو بعض من "المعلوم من الدين بالضرورة" وما "أجمعت عليه الأمة" وفق مقولة الفقهاء، فإن ما جاء به القرآن على لسان صاحب الدين نفسه يتعارض مع ذلك جملة وتفصيلا. وعلى ضوء ذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه بالمناسبة هو: - هل نتّبع شريعة السماء أم شريعة الفقهاء؟ 

يقول تعالى في هذا الشأن: (ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه ثم أعرض عنها إنّا من المجرمين منتقمون) السجدة: 22. وهذا هو حال من أعرضوا عن آيات الله من الفقهاء وشرّعوا للناس ما لم ينزل به الله من سلطان، هؤلاء وصفهم تعالى حينا بالمجرمين وأحيانا بالمشركين لقوله تعالى: (أو لم يكف أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى للمؤمنين) العنكبوت: 51، وقوله: (اتّبع ما يوحى إليك من ربّك وأعرض عن المشركين) الأنعام: 106، وبالتالي، فكل من أعرض عن آيات ربّه واتّبع شريعة غير التي تضمنها الوحي يكون مشركا من أزمرة المشركين.

يتبـــع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق